أساسي

انطلاق قمّة «بريكس»: بوتين «يهاجم» الغرب… وبحث عن «بدائل» للدولار

أكّد رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، أن مجموعة «بريكس» قلقة من أنظمة الدفع المالية العالمية الحالية، لأنها تُستخدم كأدوات في الصراعات الجيوسياسية، مشيراً إلى أنّ دول المجموعة مصصمة على أن تحقق شراكتها «التعافي الاقتصادي العالمي الشامل» ومصلحة «دول الجنوب»، وداعياً الدول الصناعية إلى الالتزام بتعهداتها، لاسيما في ما يتعلق بالمناخ.

ويأتي ذلك بينما تعمل دول المجموعة على تقليل اعتمادها على الدولار قدر المستطاع، لاسيما من خلال الاعتماد على القروض والتبادلات بالعملة المحلية. وفي هذا السياق، تابع رامافوزا: «سنواصل المباحثات في (بريكس) بشأن خطوات عملية، تسهل التبادلات المالية والاستثمارات بالعملات المحلية».
أمّا الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، فقال، في خطاب أمام القمة، إنّ حرب أوكرانيا كانت لها تداعيات عالمية، وأظهرت هشاشة مجلس الأمن الدولي. وتابع أنّه «من غير المقبول أن يتخطى الإنفاق العسكري العالمي 2 تريليون دولار»، محذراً أيضاً من أنّ العالم يعود إلى عقلية «الحرب الباردة».


وفي ما يتعلق بالحرب الأوكرانية، كان هنالك شبه إجماع على ضرورة إنهاء الصراع والتوصل إلى حل سلمي، إذ قال رئيس جنوب إفريقيا إنّ دول «بريكس» تبذل جهودها من أجل التوصل إلى حل سلمي للصراع بين أوكرانيا وروسيا، فيما حذّر الرئيس الصيني، شي جين بينغ، من أنّ «عقلية الحرب الباردة» لا تزال مصدر قلق للعالم، وأنّ «الوضع الجيوسياسي يشهد توتراً»، معتبراً أنّ على دول المجموعة أن تؤدي «دوراً في التوصل إلى تسوية سياسية لحل النزاعات في المناطق الساخنة». كذلك، شدد كل من الرئيسين على ضرورة تشجيع الدول على الانضمام إلى المنظمة، بهدف الوصول إلى عالم «أكثر إنصافاً وعدالة».
أمّا بوتين فأشار إلى أن بعض الدول «تحاول فرض هيمنتها وسياستها الاستعمارية الجديدة»، معتبراً أنّ هذا هو السبب خلف «اندلاع» الحرب في أوكرانيا. وتابع أنّ مهمة المجموعة في أوكرانيا هي «وضع حد للحرب التي شنها الغرب ضد سكان دونباس».
وأردف الرئيس الروسي أنّه خلال «رئاستنا المقبلة لـ(بريكس)، سنسعى إلى تسهيل تطبيق القرارات المتعلقة بتوسيع المجموعة»، لافتاً إلى أنّ الأخيرة ستعمل «على توسيع استخدام العملات المحلية».
وفي وقت سابق، تضمّنت افتتاحية قمة «بريكس»، في جنوب أفريقيا اليوم، خطاباً مسجلاً للرئيس الروسي، هاجم فيه أيضاً الغرب في أكثر من محطة، مندداً بما وصفه بـ«العقوبات غير المشروعة، ومهدداً بقطع صادرات الحبوب «بشكل دائم».

وركز خطاب بوتين، الذي استمر 17 دقيقة وتمّ تسجيله مسبقاً، على الحرب في أوكرانيا وعلاقة روسيا بالغرب، وذكّر بأنّ اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود لن يُستأنف، حتى تتمّ تلبية شروط موسكو الأساسية.
من جهته، عقد رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الذي كان قد ألقى كلمة أمام «منتدى أعمال بريكس» أمس، اجتماعاً ثنائياً مع رئيس جنوب أفريقيا، رامافوزا، اليوم، قبل بدء الجلسات العامة في وقت لاحق.
وفي منشور عبر موقع «أكس»، وصف مودي اللقاء بـ«الممتاز»، مشيراً إلى أنّه تمّت مناقشة «مجموعة واسعة من القضايا، التي تهدف إلى تعميق العلاقات بين الهند وجنوب إفريقيا». وتابع: «كانت للراوبط التجارية والدفاعية والاستثمارية مكانة بارزة في مناقشاتنا. وسنواصل العمل معاً لتقوية أصوات بلدان جنوب الكرة الأرضية».


وفي إطار جهود حكومة جنوب أفريقيا لإنهاء انقطاعات الكهرباء القياسية، وقّعت جنوب أفريقيا والصين، على هامش القمة اليوم، اتفاقيات في مجالات عدّة، تشمل تكنولوجيا الحدّ من الانبعاثات، ونقل الكهرباء وتوزيعها، والطاقة النووية.
وقال وزير الكهرباء الجنوب الأفريقي، كجوسينتشو راموكجوبا، إن إحدى الاتفاقيات تنص على أن تنقل شركات صينية التكنولوجيا إلى شركة المرافق الحكومية الجنوب أفريقية «إسكوم»، لمساعدتها في خفض الانبعاثات من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، فيما تنص اتفاقيات أخرى على أن تساعد شركات صينية شركة «إسكوم» في تحديث بنيتها التحتية، لنقل الكهرباء وتوزيعها، وأن تنقل خبراتها في مجال الطاقة النووية.
وبحسب شبكة «سي أن بي سي» الأميركية، تركز القمة السنوية على توسيع مجموعة «بريكس»، في وقت قدّمت فيه 23 دولة طلباتها للانضمام، من بينها إيران والسعودية والإمارات والأرجنتين التي برزت كمنافسين «أقوياء» على عضوية المجموعة.
وأمس، كانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية قد أعلنت أنّ وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، متوجّه، نيابة عن ولي العهد محمد بن سلمان، إلى جنوب أفريقيا، حيث من المتوقع أن يعقد عدداً من الاجتماعات الثنائية على هامش القمة مع أعضاء الدول المشاركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى