بين ميقاتي وعون .. تصفية حساب

وكانت جلسة مناقشة رسالة عون في شأن استقالة الحكومة قد تحولت مناسبة لتصفية الحسابات بين عون وميقاتي الذي كشف المستور في كل ما دار بينهما من نقاش حول تأليف الحكومة التي لم تتألف، وشملت التصفية رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي تولى الدفاع بالاصالة عن نفسه وبالنيابة عن عون.
فبعدما قرأ ميقاتي رسالته الى المجلس التي رد فيها على رسالة عون ومرسوم اعتبار الحكومة مستقيلة، معتبراً انهما غير دستوريين، رد على قول عون في رسالته انه تأخر في تشكيل الحكومة او تغاضى عنه، موردا بعض الوقائع ومنها انه يوم تكليفه تشكيل الحكومة وقبل خروجه من اللقاء معه «قال لي ليست هناك تسمية مسيحية وبالتالي فإنّ تكليفي غير ميثاقي»، فأجبته ان «هناك نوابا مسيحيين قد سمّوني وفي جلسة الثقة آمل ان تكون الميثاقية موجودة».
واذ قاطعه باسيل قائلا له: «لماذا لم تعتذر؟» اجابه ميقاتي : «لأن رغبتك أن أعتذر فإنني لن أعتذر».
واشار ميقاتي الى انه «في 29 حزيران تقدمتُ من فخامة الرئيس بتشكيلة حكومية كاملة، وبدا البعض من ملوك التعطيل يتحدث بمنطق «لماذا قدم الحكومة بشكل سريع؟». يومها تناقشت مع فخامة الرئيس في التشكيلة وسألني عن بعض الاسماء، واعتقدت ان التشاور في الامر سيستكمل، ولكن لم يصلني اي جواب». ثم كشف انه خلال اجتماع في 11 تشرين الاول الفائت «قلت لفخامة الرئيس: هات مرسوم تشكيل الحكومة كما هي في شكلها الحالي لأوقعه، فأجابني قائلا «لقد وضعتُ المرسوم في الدرج وأقفلت عليه ورميت المفتاح»، وبالتالي فإنّ الاتهام بأنني لا اريد تشكيل حكومة باطل، وانا اكثر شخص اريد تشكيل حكومة، وقدّمت تشكيلتي بأسرع وقت».
واعتبر ميقاتي ان «كل ما نشهده هدفه خلق جدلية لمنع الحكومة من ممارسة عملها. انا تحت سقف الدستور والقوانين المرعية الاجراء، وسأقوم بعملي في شكل كامل، كما سأعمل مع السادة الوزراء، كلّ في وزارته، لانجاز ما هو مطلوب. والحل هو في انتخاب رئيس الجمهورية، وهذا الحل هو في عهدة من يطالبون به وليس عندي. يجب انتخاب رئيس الجمهورية الآن وغدا قبل بعد غد». وقال: «أعي تماماً انه عندما يتحدث الدستور عن تصريف الأعمال بالمعنى الضيق، فهو حتما يميّز بين حكومة كاملة الأوصاف وحكومة تصريف الأعمال، وهذا الامر ينطبق في الايام العادية، ولكن عندما تقتضي المصلحة الوطنية العليا، سأستشير المكوّنات المشاركة في الحكومة لاتخاذ القرار المناسب، بدعوة مجلس الوزراء اذا لزم الأمر، وأنا لست في صدد تحدي أحد، ولا ضد احد. سنتشاور في اي موقف ونتخذ القرار المناسب. وعَلّق على مقاطعة باسيل له قائلا: أطلب من رئيس الجامعة اللبنانية إدخال مادة في اختصاص العلوم السياسية عنوانها الآتي: «كيف المفاوضة على شفير الهاوية».