أساسي

    اسرائيل ترفض مشروع الاتفاق!

تَصدّر الاهتمامات أمس الرفض الاسرائيلي لملاحظات لبنان على مشروع الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، ما أشاع مخاوف من ان يكون هذا المشروع قد انهار وفتح الوضع في الجنوب على كل الاحتمالات، خصوصا في ضوء اصدار وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس تعليمات الى الجيش “بالاستعداد لتصعيد امني على الحدود مع لبنان”. فيما اعلن البيت الابيض انّ محادثات الترسيم بين لبنان واسرائيل “في مرحلة حرجة”، لكنه اكد في المقابل “انّ الاتفاق تراجع لكن يمكن إنقاذه”. وعلمت “الجمهورية” ان المسؤولين أجروا اتصالات عدة مع الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين للوقوف على حقيقة الموقف الاسرائيلي الذي لم يتبلغوا اي شيء رسمي عنه بعد. (الجمهورية)

  • السبب اسرائيلي – اميركي !

قلّل مصدر سياسي معني بالملف من حدة تداعيات اللاقرار الاسرائيلي وقال لـ”الجمهورية”: “علينا ان نتصرف بهدوء فالمشكلة حالياً اميركية ـ اسرائيلية ولا شأن لنا فيها والواضح ان الانتخابات الاسرائيلية تعوق مسار الترسيم، وقد علمنا ان العدو لم يُبلغ رسمياً هوكشتاين جوابه على الاتفاقية واكتفى بالتسريبات والتحليلات، والوسيط الاميركي يعلم انّ تراجع لبنان عن مطالبه اصبح امرا صعبا جدا وان الموضوع تحوّل رأياً عاماً. لذلك يجب ان ينصبّ التركيز حاليا على تأثير الموقف الاسرائيلي على الاستخراج الذي يجب ان يتأخر مجدداً تبعاً للمعادلة “التوازناتية” التي فرضتها المقاومة في لبنان “لا ترسيم لا استخراج” والمهم فيما بعد هو قرار الكنيست الاسرائيلي اكثر منه قرار الكابينت”. (الجمهورية)

  • هاتف هوكشتين مفتوح مع بيروت: لبنان يتمسك بالتعديلات ويحذّر من الحرب

بعد أقل من ساعة على بدء التسريبات الإعلامية عن رفض حكومة يائير لابيد التعديلات اللبنانية، تلقى لبنان رسمياً، عبر الوسيط عاموس هوكشتين، الموقف الإسرائيلي، مشيراً إلى أن أبرز نقاط الاختلاف ما يتعلق بخط الطفافات والاتفاق على العمل في حقل قانا وشكل الاتفاق النهائي.

وطوال نهار أمس، وحتى ساعة متأخرة، أجرى هوكشتين عبر تقنية الفيديو والاتصالات الهاتفية مفاوضات مكوكية بين تل أبيب وبيروت. وكانت أجواء الفريق المفاوض في لبنان حاسمة لجهة أن النقاش حول أصل الموقف من مسألتي الحدود وخط الطفافات وحرية لبنان بالعمل في حقل قانا غير قابلة للنقاش. وبدا أن الجانب اللبناني مستعد للتساهل في عمليات الصياغة، ولو أن في لبنان من أدرك سريعاً أن ما يقوله العدو يندرج في سياق تصعيد له خلفيته المتصلة بالانتخابات الداخلية من جهة، وبمحاولة تحصيل مكاسب على حساب لبنان من جهة ثانية.

وقال مصدر رسمي معني لـ«الأخبار» إن لبنان أبلغ الوسيط الأميركي بأنه لن يتراجع عن التعديلات التي أرسلها، وأن على الولايات المتحدة أن تفي بوعودها لتسيير الأمور مع العدو. وكان الكلام الرسمي العلني هو ما قاله رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من أن على العدو أن يختار بين الاتفاق أو الحرب. (الأخبار)

  • لابيد: نحتاج إلى تجنب هتافات الحرب. نحاول التوصل إلى اتفاقات أيضاً الآن

كما أجرى مسؤولون فرنسيون اتصالات بعدد من الجهات اللبنانية المعنية بالمفاوضات، وبينها شخصيات رسمية، وقالوا إن الاجتماعات التي عقدت بين إدارة «توتال» والجانب الإسرائيلي أفضت إلى قبول الطلب اللبناني، وأن الشركة الفرنسية ملتزمة الطلب اللبناني بأن أي تسوية بينها وبين إسرائيل لا تخص لبنان، وأن عملها لن يكون مرتبطاً بأي موافقة مسبقة من إسرائيل.

في غضون ذلك، كان رئيس حكومة العدو يائير لابيد يتلقى خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر آخر التحديثات من الأميركيين. ونقل عن لابيد في ختام الاجتماع قوله إن «إدارة بايدن تحاول الضغط على لبنان للتراجع عن بعض ملاحظاته أو تحفظاته من أجل التوصل إلى اتفاقية الغاز وفق الصيغة الأصلية التي وضعها المبعوث هوكشتين». وأضاف لابيد: «نحتاج إلى تجنب هتافات الحرب. نحاول التوصل إلى اتفاقات أيضاً الآن».

وكان واضحاً أن لابيد استعان بممثلي المؤسستين الأمنية والعسكرية للضغط على المعارضين للاتفاق. واعتبر رئيس الأركان أفيف كوخافي أن الاتفاق مع لبنان جيد ويحافظ على المصالح الأمنية الإسرائيلية. كما شدد ممثلو أجهزة الشاباك وأمان والموساد على أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل الملاحظات اللبنانية جيد ويجب التوقيع عليه.

وفي المقابل، خرجت أصوات في الاجتماع تدعو إلى تأجيل البحث في الاتفاق إلى ما بعد الانتخابات في الأول من الشهر المقبل. (الأخبار)

  • لابيد بانتظار آخر الشهر

وفي هذا الاطار ربطت مصادر مطلعة الرفض الإسرائيلي للملاحظات اللبنانية بما يدور من نزاع داخلي في اسرائيل الذي فرض معاييره وحساباته على المشهد الاسرائيلي، حيث يبدو رئيس الحكومة يائير لابيد محشوراً بلعبة الاستنزاف السياسي التي جَرّه اليها منافسه بنيامين نتنياهو في اطار اللعبة الانتخابية على ابواب انتخابات الكنيست مطلع الشهر المقبل، ولذلك اراد لابيد الذهاب الى مبادرة تصعيدية في ملف الترسيم وكسر المسار الايجابي الذي اتّخذه، علماً ان تعديلات لبنان لا تبرّر هذا المستوى من ردة الفعل المفاجئة والمبالغ فيها لأنّ غاية لابيد منها هي استعادة المبادرة على المستوى الانتخابي وحفظ ماء الوجه، خصوصاً ان اسرائيل تعيش منذ اسبوع تراشقاً سياسياً بين لابيد وخصومه الذين يتهمون بـ”الاستسلام لتهديدات حزب الله” والتنازل للبنان في ملف الترسيم.

واضافت هذه المصادر لـ”الجمهورية” ان “موقف لابيد فرملَ الاندفاعة نحو توقيع الاتفاق على الترسيم، ولذلك فإنّ المسؤولين اللبنانيين سينتظرون تسلّم الرفض الاسرائيلي من الوسيط الاميركي رسمياً ليبنوا على الشيء مقتضاه، فيما المقاومة ستنتظر موقفهم لتبني هي ايضا على الشيء مقتضاه ولكن يبقى الموقف الاميركي هو الاهم”.

  • بو صعب : نسبة 10% متبقية

نسبت قناة “الحدث” الى “مصدر في الرئاسة اللبنانية” أنّ “هوكشتاين يقول إن الإسرائيليين رفضوا بعض الملاحظات اللبنانية، ولم يرفضوا الاتفاق”. كذلك نقلت

عن “مسؤول لبناني” قوله انّ “الرفض الإسرائيلي كلام انتخابي، ولن يؤثر على الاتفاق”، وانّه “يُتوقع توقيع الاتفاق مع إسرائيل من دون إشكالات، وان رفض تل أبيب هو لحفظ ماء الوجه فقط”.

وفي السياق قال بوصعب لوكالة “رويترز”: “إنني لا أزال على اتصال مع هوكشتاين كل ساعة لحلّ المشكلات العالقة في اتفاق الحدود البحرية مع إسرائيل”، معلنًا أنّه “تمّ إنجاز 90% من الاتفاق، لكن نسبة 10% المتبقية هي الحاسمة”.

وبدوره، أوضح المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لقناة “سبوتنك” الروسية، أنه “لا يعنينا الرد الإسرائيلي وننتظر من الوسيط الأميركي تَحمّل مسؤوليته”.

  • الموقف الاميركي

وفي غضون ذلك نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض، قوله انّ “محادثات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان في مرحلة حرجة”. مضيفاً: “لا نزال نؤمن بإمكانية توصّل لبنان وإسرائيل لاتفاق في شأن الحدود البحرية”، ومشيراً إلى أنّ “الاتفاق البحري بين إسرائيل ولبنان تراجع لكن يمكن إنقاذه”، بحسب ما نقل موقع موقع “أكسيوس”.

كذلك نقلت “رويترز” عن مسؤول أميركي قوله ان “لبنان وإسرائيل في مرحلة حاسمة في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية المشتركة بينهما”، مشيراً إلى أن “الفجوات تقلصت”. وأضاف: “ما زلنا ملتزمين بالتوصّل إلى حل، ونعتقد أنه من الممكن الوصول إلى تسوية دائمة”. (الجمهورية)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى