جعجع: لا لرئيس توافقي

بدا لافتا الموقف الحاد الذي اطلقه امس رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع رفضا للمطالبة برئيس توافقي فاعلن في مؤتمر صحافي من معراب ان ” البعض يطرح فكرة التوافق على رئيس يلتفّ الجميع حوله ولكن إذا وجد فريقان يتّخذان طريقين مختلفين فكيف سيلتفّان حول هذا الرئيس ولا سيما ان مقاربة الرئيس التوافقي وحكومات الوحدة الوطنيّة اعتمدت لأكثر من 12 سنة وهي التي اسفرت عن هذه الوضعية التي لا يصلح فيها الكلام الديبلوماسي والا نكون امام خيانة للشعب اللبناني. انطلاقا من هنا، كل دعوة ترمي إلى التفاهم مع محور الممانعة على رئيس للجمهورية ليست بمكانها ولن تؤدي الى اي نتيجة لأنها “عود على بدء”، وستستمر في اتباع السياسات القائمة باعتبار انه إذا كانت “قوى الممانعة” خلف الرئيس التوافقي يعني لنردد ما يقوله السيد حسن “تخبزوا بالأفراح”. واكد ان “نقطة الانطلاق تبدأ بانتخاب “رئيس جديد فعلا جديد” يختلف عن هذه المقاربات ويعاكس كل السياسات التي كانت قائمة ويبدأ بعملية الإنقاذ المطلوبة ولا يعتمد سياسة الترقيع، فنحن نريد رئيسا يواجه ويتحدى الأزمة لا ان يتفاهم معها، باعتبار ان التفاهم مع الازمة يعني استمرارها.”
أضاف: “لمن يقول لا نريد “رئيس تحدي”، نؤكد له اننا بأمس الحاجة الى هذا الرئيس، ليس بالمعنى الشخصي للكلمة، إنما إذا لم نأتِ برئيس يتحدى سياسات “جبران باسيل” و”حزب الله” فكيف سيتم الإنقاذ؟ الرئيس الذي ينقذ البلد هو “رئيس جديد”، يتمتع بمواصفات معينة، “يكون رجّال”، سيادي واصلاحي بامتياز، والا سيستمر الفساد في الدولة ولن نخرج من الازمة”.
ونّوّه بالاجتماعات التي تعقد بين بعض النواب المستقلين والتغييريين والاحزاب في مجلس النواب، متمنيا ان “تستمر وتتوسع لنصل الى تصور واضح قبل الموعد المحدد للاستحقاق الرئاسي و”القوات” ستسير باي اسم جديد تراه الأكثرية مناسبا”.
وتابع: “اللبنانيون جميعا يدفعون ثمن السياسيات التي شارك فيها بشكل أساسي “التيار الوطني الحر”، فكيف يمكننا التفاهم معه؟ هل المسيحيون عشيرة عليهم التوافق في ما بينهم والمسلمون عشيرة أخرى؟ المشكلة أعمق من هذا بكثير وهي متصلة بسياسات عامة في البلاد وتطال كل اللبنانيين. أتأسف ان هناك من يسأل عن صلاحيات الطوائف في وقت لم يترك من خلال ممارساته أيّاً من هذه الصلاحيات لكي يتباكى عليها”.
وحول لقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مع “حزب الله” والتقارب بينهما، شدد جعجع على ان “القواتيين أصدقاء مع الرفاق في “الحزب الإشتراكي” وهناك تلاقٍ في سياسات كبرى كثيرة والعلاقة مستمرة بيننا، ولكن لا تلاقي في مقاربة مسألة رئاسة الجمهوريّة، باعتبار ان جنبلاط لديه طريقته ونحن لدينا طريقتنا التي نرى فيها ان “الأخذ والرد” في الملف الرئاسي مع “حزب الله” في أحسن أحواله “عود على بدء””.
وردا على سؤال، علّق جعجع: “وليد جنبلاط لم يصبح في “حضن” “حزب الله” وهو لم يكن يوماً في “حضن” أحد إنما دائما في “حضن” وليد جنبلاط.”
وردا على سؤال حول الأطر التي وضعها جبران باسيل للاستحقاق الرئاسي والعودة الى الرئيس القوي والأكثر تمثيلا، قال جعجع : “لو قام باسيل بأي امر إيجابي في السنوات الست الأخيرة لكنا اليوم بغنى عن أطروحاته التي لن أرد عليها. نحن في مكان آخر والمطلوب رئيس قادر على الإنقاذ من خلال اعتماد سياسات معاكسة لتلك المعتمدة في هذه المرحلة. والقصة ليست قصة رئيس قوي او ضعيف، فاذا كان الرئيس الحالي يمثّل “الرئيس القوي” فـ”شفنا القوة وين صارت طلع أضعف رئيس بتاريخ لبنان””.
وعن التسريبات الإعلامية حول سعي البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى اجتماع يضم جعجع وباسيل للاتفاق على اسم رئيس، أكد جعجع “ان “معراب لن تلدغ من الجحر مرّتين، وحتى في المرّة الأولى ما كانت لتلدغ لو لم يتم تحضير الجحر ولم يعد هناك مفرّا منه.”