قوى التغيير تخترق!

اللافت في اليوم التالي للفرز لم يتمثّل فقط في خسارة بعض حلفاء حزب الله، ومنهم كل مرشحي الحزب السوري القومي الاجتماعي والمرشحون طلال إرسلان ووئام وهاب ومروان خير الدين، بل هو قدرة مجموعات شبابية خرجت من انتفاضة 17 تشرين على تحقيق خروقات جدية في عدة دوائر. ويمكن القول إن هذه المجموعات نجحت في تحدّي القوى التقليدية جنوباً وبقاعاً وجبلاً وشمالاً، إضافة الى بيروت.
في أوّل انتخاباتٍ بعد «انتفاضة 17 تشرين»، وبعد مرحلة عبورٍ غير سهلة، حجزت «قوى الاعتراض» 12 مقعداً، كاسرة احتكار القوى التقليدية للحياة السياسية.
من حاصبيا – مرجعيون كانت المفاجأة الأكبر. سقط توافق أمل والديموقراطي اللبناني والتقدمي الاشتراكي حول مروان خير الدين المحسوب على الإرسلانيين، لمصلحة مرشح لائحة «معاً نحو التغيير» فراس حمدان.
في انتظار صدور تفاصيل النتائج وكيفية توزّع الأصوات طائفياً وبين مقيمين ومغتربين، يمكن للقراءة الأولية أن تكون أكثر وضوحاً في بيروت. سهّل خروج سعد الحريري من الحياة السياسية فوز إبراهيم منيمنة (سني) وملحم خلف (أرثوذكسي) عن لائحة «بيروت التغيير» في بيروت الثانية، فضلاً عن حاصلٍ ثالث للائحة لم يحسم بعد لمصلحة أي مقعدٍ سيكون، مستفيدين من توزّع الصوت السني. أما أصوات الدائرة الأولى فستعيد بولا يعقوبيان نائبة ومعها المرشحة عن مقعد الأقليات على لائحتها سينتيا زرازير إلى مجلس النواب. ساعدها في ذلك الحضور غير القوي للأحزاب وتدنّي نسبة الاقتراع.
الدلالات الأهم في الشوف ــ عاليه، حيث أخرجت لائحة «توحّدنا للتغيير» كلاً من وهاب وإرسلان.. ثلاثة مقاعد نالتها اللائحة: مارك ضو عن المقعد الدرزي وحليمة القعقور عن أحد المقاعد السنّية ونجاة صليبا عن المقعد الماروني.
انسحبت الخروقات على البقاع الغربي وراشيا بفوز لائحة «سهلنا والجبل» المدعومة كذلك من الحزب الشيوعي، بمقعدٍ سني للمرشح ياسين ياسين، مطيحاً إيلي الفرزلي. كذلك في الشمال نال تحالف «شمالنا» مقعداً مارونياً لميشال الدويهي.